أهداف درس أسلوب المدح والذم :
- أن يعدد الطالب فعلي المدح والذم .
- أن يذكر الطالب أقسام فاعل نعم وبئس .
- أن يذكر الطالب أركان جملة المدح أو الذم .
- أن يعدد الطالب كيفية إعراب المخصوص بالمدح أو الذم .
أسلوب المدح والذم
من
الأساليب النحوية التي استخدمها العرب للتعبير عن المدح ، أو الذم ، أسلوب "
نعم و بئس " ، و " حبذا ولا حبذا " ، وغيرها من الأفعال التي تسد
مسدها كـ " ساء ، وحسن ، وضعف ، وكبر " وما قام مقامها .
أولا
ـ أفعال المدح :
خصص
النحاة للدلالة على المدح الأفعال الآتية :
1
ـ نعم : فعل ماض جامد خصص لإنشاء المدح .
نحو
: نعم الحياة الآخرة . ونعم العمل العبادة .
في
المثالين السابقين يجد أن جملة المدح تكونت من فعل المدح " نعم " ،
والفاعل " الحياة " في المثال الأول ،
و " العمل" في المثال
الثاني ، والمخصوص بالمدح وهو " الآخرة " في المثال الأول ، "
والعبادة " في المثال الثاني .
ومنه
قوله تعالى : { ونعم دار المتقين جنات عدن يدخلونها }
2
ـ حبذا : فعل جامد خصص لإنشاء المدح ، وهو مركب مع اسم الإشارة " ذا "
الذي يعرب فاعلا .
نحو
: حبذا الأمانة . وحبذا الإخلاص في العمل .
حب
: فعل المدح ، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعل ، والإخلاص مخصوص بالمدح .
ومنه
قول الشاعر :
يا
حبذا جبل الريان من جبل وحبذا
ساكن الريان من كانا
ومنه
قول كنزة أم شملة وقد جمعت فيه فعلي المدح والذم حبذا ، ولا حبذا :
ألا
حبذا أهل الملا غير أنه إذا ذكرت ميّ فلا حبذا هيا
ثانيا ـ أفعال الذم :
كما خصص النحاة للدلالة على الذم الأفعال الآتية :
1
ـ بئس : فعل جامد وضع لإنشاء الذم .
نحو
: بئس الخلق الخيانة . وبئس العدو إسرائيل .
بئس
: فعل ماض جامد مبني على الفتح لإنشاء الذم .
الخلق
: فاعل بئس مرفوع بالضمة .
الخيانة
: مخصوص بالذم ، وسنتعرض لإعرابه في موضعه .
ومنه
قوله تعالى : { وبئس الرفد المرفود }.
2
ـ لا حبذا : فعل جامد مركب من لا النافية السابقة للفعل " حب " ، وذا
اسم الإشارة فاعله .
نحو
: لا حبذا الإسراف . ولا حبذا الكذب .
لا
حب : فعل الذم ، وذا اسم إشارة في محل رفع فاعله ، والكذب مخصوص بالذم .
ومنه
قول الشاعر ، وقد جمع بيت فعلي المدح والذم :
ألا
حبذا عاذري في الهوى ولا حبذا الجاهل العاذل
3
ـ من الأفعال التي تلحق بئس ، ولا حبذا ، الفعل " ساء " ، وهو جامد
لإنشاء الذم .
نحو
قوله تعالى : { فساء مطر المنذرين }.
وقوله
تعالى : { فساء صباح المنذرين }.
والمخصوص
بالمدح في الآيتين محذوف تقديره في الأولى : مطرهم ، وفي الثانية : صباحهم .
ثالثا ـ هناك بعض الأفعال القياسية وضعها النحاة للدلالة على المدح ، أو الذم غير التي
ذكرنا آنفا ، وهي كل فعل ثلاثي على وزن " فَعُلَ " بفتح الفاء ، وضم
العين .
مثل
: حَسُن ، وضعف ، وكبر ، وشرف ، وقبح ، وخبث ، وغيرها .
فاعل نعم وبئس :
لفاعل
نعم وبئس أربع حالات هي :
1
ـ أن يكون معرفا بـ " أل " :
نحو
: نعم الصديق الكتاب .
ومنه قوله تعالى : { وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } .
وقوله
تعالى : { نعم المولى ونعم النصير }.
وقوله
تعالى : { والأرض فرشناها فنعم الماهدون }.
ومنه
قول الشاعر :
نعم
الفتى المريّ أنت إذا هم حضروا لدى الحجرات نارَ الموقد
فالوكيل
، والمولى ، والنصير ، والفتى ، جميعها أفعال نعم معرفة بال .
ومثال
فاعل بئس : بئس القول الكذب .
ومنه
قوله تعالى : { وبئس المصير }.
وقوله
تعالى : { بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان } .
فالقول,
والمصير , والاسم جميعها أفعال بئس معرفة بال .
2ـ
أن يكون مضافا إلى المعرف بال :
نحو
: نعم عمل الطالب الاجتهاد .
فعمل
: فاعل نعم مضاف إلى كلمة الطالب المعرفة بال .
ومنه
قوله تعالى : { ونعم أجر العاملين } .
ومنه
قول الشاعر :
نعمت
جزاء المتقين الجنة دار الأماني والمنى والمنة
ومنه
قوله تعالى : { وبئس مثوى الظالمين } .
3
ـ أن يكون ضميرا مميزا بنكرة ، أو بـ " ما " النكرة التامة بمعنى "
شيء "
نحو : نعم صديقا المخلص . وبئس خلقا الأنانية .
ونحو
: نعم ما محمد . أو : نعمّا محمد . بإدغام ميم " نعم " في ميم " ما
" .
ففاعل
نعم وبئس في المثالين السابقين ضمير مستتر مميز بنكرة ، تقديره : هو صديقا .
ومنه
قول الشاعر :
نعم
امرئ هرم لم تعر نائبة إلا وكان لمرتاع لها وزرا
الشاهد
: نعم امرئ هرم ، حيث جاء فاعل نعم ضمير مستتر تقديره : هو ، والتمييز : امرئ ،
وهرم مخصوص بالمدح .
ومنه
قوله تعالى : { إنها ساءت مستقرا ومقاما } .
وفي
المثال الثالث جاء فاعل نعم أيضا ضميرا مستترا ، ولكنه مميز بما التي بمعنى شيء ،
والتقدير : نعم هو شيئا .
4
ـ أن يكون " ما " ، أو " من " الموصولتين :
نحو
: نعم ما قدمتَ الصدقةُ . وبئس من يسيء إلى وطنه مروج المخدرات .
فما
، ومن في المثالين السابقين أسماء موصولة ، وقع كل منهما فاعلا لنعم في المثال
الأول ، وفاعلا لبئس في المثال الثاني .
ومنه
قوله تعالى : { إن الله نعما يعظكم به } .
وقوله
تعالى : { لبئس ما كانوا يصنعون }.
إعراب المخصوص بالمدح أو الذم :
1
ـ الأصل في مخصوص نعم وبئس أن يتأخر عن الفعل وفاعله .
نحو
: نعم الخبر السار .
وفي
هذا التركيب للمخصوص وجهان من الإعراب :
أ
ـ السار : مبتدأ مرفوع ، والجملة من فعل المدح وفاعله في محل رفع خبر مقدم .
ب
ـ أو يعرب خبر مرفوع لمبتدأ محذوف ، والتقدير : هو السار .
2
ـ إذا تقدم المخصوص على الفعل والفاعل . نحو : محمد نعم الصديق .
محمد
: مبتدأ مرفوع ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر .
أما
إعراب : حبذا الإخلاص ، ولا حبذا الكسل .
فهو
على النحو التالي .
حب
: فعل ماض مبني على الفتح لإنشاء المدح .
ذا
: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع فاعل .
الإخلاص
: مخصوص بالمدح مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، والجملة الفعلية قبله في محل رفع خبر .
ولتركيب
لا حبذا نفس الإعراب ، غير أن " لا " تفيد النفي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق