المفعول
به
أهداف درس المفعول به
:
1.
أن يحدِّد الطالبُ
المفعول به.
2.
أن يميّز بين أنواعِ
المفعولِ به.
3.
أن يستذكر إعراب المفعول به.
4.
أن يعدِّد علاماتِ
نصبِ المفعولِ
به.
5.
أن يتعرَّف إلى حكم
تقدُّمِ المفعول به.
عَاقبةُ الظَّالِمينَ
النصُّ:
أمسِ
رأيتُ صديقي جالساً متفكّراً, فسألته عن حالهِ, وعمّا يُشغِلُ تفكيرَه, فأجابني صديقي:
أفكّرُ في حالِ الظالمينَ واستعلائهم على غيرهم من الناسِ على مرّ الأزمنةِ, فلا يمرُّ
عصرٌ لا يشهدُ فيه الناسُ ابتلاءاتِ الأممِ على أيدي هؤلاءِ الظالمينَ, وما رأيتُ ذا
سلطةٍ ليس بظلّامٍ للعبيدِ.
سألتُهُ:
ماذا تقولُ؟ هل قرأتَ كتبَ التاريخِ؟ وهل سألتَها عن نهايةِ الظالمينَ والمستكبرينَ؟
وهل أبصرْتَ ما في التاريخِ من عبَرٍ للمعتبرين؟ إن فعلتَ لأخبرتُكَ أنّه ليس هناك
من ظالمٍ أو مستكبرٍ استطاعَ أن يتمادى في طغيانهِ إلى ما شاءَ, لأنّ سننَ الكونِ تقولُ
إنَّ لكلّ ظالمٍ نهايةً, يؤكدُ تلكَ السننَ ما أصابَ فرعونَ الذي تجاوزَ الحدَّ في
ظلمه وعُتُوّهِ ولَمْ يَرْعَوِ إلّا حين رأى أمارات العذابِ, وما أصابَ الظالمينَ على
مرِّ العصورِ.
ثمَّ
هل ترى اثنَينِ يختلفانِ حولَ أنّ ما أصابَ هؤلاءِ كانَ عبرةً للعالَمينَ؟ لقد ظنَّ
الظالمونَ أنّهم سيخلّدهم الزمانُ فإذا بهم يذوقونَ الردى كغيرهم من الناس, بل كانت
نهايةُ بعضهم من أسوأ النهاياتِ.
إضاءة:
تتكّونُ
الجملةُ الفعليّةُ في الأصل من فعلٍ وفاعلٍ هما المسنَدُ والمسنَدُ إليه، وأنّ كلاً
منهما عمدةٌ في الكلام، وأنّ المفعولَ به يُعدّ فضلةً وأن كانتِ الجملةُ لا يتمُّ معناها
أحياناً إلّا به.
والفعلُ
قسمَان: لازمٌ ومتعدٍّ، وأنّ اللازمَ يكتفي بفاعلِه، وأنّ المتعدّيَ يتعدّى الفاعلَ
إلى المفعولِ، وأنّ منَ الأفعالِ المتعدّية ما ينصبُ مفعولاً، ومنها ما ينصبُ مفعولَين،
ومنها ما ينصبُ ثلاثةَ مفاعيل.
حولَ النصِّ:
أوّلاً: تعريفُ المفعولِ به:
نستخرجُ
من النصّ الجملتَينِ الآتيتَينِ:
"
قرأتَ كتبَ التاريخِ , يَشغلُ تفكيرَه "
- ما نوعُ كلٍّ من الجملتين؟
كلٌّ
منهما جملةٌ فعليّةٌ لابتدائها بفعلٍ.
- ما نوعُ الفعلينِ؟
-الفعلُ
الأوّلُ: "قرأَ": فعلٌ ماضٍ ثلاثيّ مجردٌ, صحيحٌ مهموز, مبنيٌّ على السكونِ العارضِ لاتّصاله بضمير رفعٍ متحرّكٍ هو التاء.
-والثاني
"يشغل" فعل مضارع مرفوعٌ وعلامةُ رفعه الضمّةُ الظاهرةُ على آخرهِ.
-
مَن فاعلُ كلٍّ منهما؟ وهل اكتفى كلُّ فعلٍ بفاعلهِ؟
كلّا,
لأنّ كلًّا من الفعلين متعدٍّ لا لازم, فقد وقعَ فعلُ الفاعلِ في الجملة الأولى (وهو
القراءةُ) على الكتبِ, فتعدّى إليه فعلُ "قرأ" ونصبه, ووقعَ فعلُ الفاعلِ
في الجملةِ الثانيةِ (وهو الشغلُ) على التفكيرِ, فتعدّى فعلُ "شغَلَ" إليه
ونصبه.
-
ما علامةُ نصبِ كلٍّ من المفعولين؟
علامةُ
نصبه الفتحةُ الظاهرةُ على آخره.
- اســــــتنتـاج
المفعولُ
به يقعُ فعلُ الفاعل عليه وينصبُه.
ثانياً: أنواعُ المفعولِ بهِ:
نستخرجُ من النصّ الجملَ الآتيةَ:
"قرأتَ
كتبَ التاريخِ , سألتُهُ ، يؤكدُ تلكَ السننَ , أبصرْتَ ما في التاريخِ , ماذا تقول
, رأى أماراتِ العذابِ "
- ما نوعُ هذه الجملِ؟
إنّها
جُمَلٌ فعليّةٌ لابتداء كلّ منها بفعلٍ (الجملةُ ما قبلَ الأخيرةِ جملةٌ فعليّةٌ، تقدَّم
فيها اسمُ الاستفهام على الفعلِ لأنّه من الأسماء التي لها حقّ الصدارةِ).
- ما نوع الأفعالِ الواردة فيها؟
الأفعالُ:"قرأَ" و"سألَ" و"أبصرَ":
أفعالٌ ماضيةٌ مبنيّةٌ على السكونِ العارضِ لاتّصالها بضمير رفعٍ متحرّكٍ. والفعلانِ:
"تقول , يؤكدُّ" و"تقولُ": فعلان مضارعان، مرفوعانِ وعلامةُ رفعهما الضمّةُ
الظاهرةُ. و"رأى" فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ على الفتح المقدّر على الألف للتعذّر.
- مَن فاعلُ كلٍّ منها؟
فاعل
"قرأَ" و"سألَ" و"أبصرَ": ضميرُ الرفعِ البارزُ المتّصل
بكلٍّ منها وهو التاء.
وفاعل
"تقولُ" ضميرٌ مستتر وجوباً تقديره "أنت".
وفاعل
"يؤكدُ" ضمير مستتر جوازاً تقديره "هو".
- هل اكتفتْ هذه الأفعالُ بفاعليها؟
كلا
، بل كلٌّ منها تعدّى فاعلَه إلى مفعولٍ به: ففعلُ القراءة وقع في الجملة الأولى على
الاسمِ الظاهرِ الصريحِ "الكتب". وفعل الإجابة وقع في الجملة الثانية على
الضمير المتّصل الهاء. وفعل التأكيد وقع في الجملة الثالثة على اسم الإشارة "تلك".
وفعل الإبصار وقع في الجملة الرابعة على الاسمِ الموصول "ما". وفعل القول
وقع في الجملة الخامسة على اسم الاستفهام "ماذا". وفعل الرؤية وقع في الجملة
الأخيرة على "أمارات".
- اســــــتنتـاج
يأتي
المفعولُ به اسماً صريحاً ويكونُ:
اسماً
ظاهراً, أو ضميراً متّصلاً , أو اسمَ إشارةٍ , أو اسماً موصولاً , أو اسمَ استفهامٍ.
ثالثاً: إعرابُ المفعولِ بهِ:
لنتأمّلِ الجملَ السابقةَ:
- ما المفعولُ به في كلّ جملةٍ من تلك الجمَل؟ وما علامةُ إعرابهِ؟
-
المفعولُ به في الجملةِ الأولى هو "كُتُبَ"، وهو اسمٌ ظاهرٌ منصوبٌ وعلامةُ
نصبه الفتحةُ الظاهرةُ.
والمفعولُ
به في الجملةِ الثانيةِ هو الضميرُ البارزُ المتصلُ "الهاء"، وهو مبنيٌّ
على الضمّ في محلّ نصبٍ.
المفعولُ
به في الجملةِ الثالثةِ هو "تلك" وهو اسمُ إشارةٍ مبنيٌّ في محلّ نصبٍ.
والمفعولُ
به في الجملةِ الرابعةِ "ما" وهو اسمٌ موصولٌ مبنيٌّ في محلّ نصبٍ.
والمفعولُ
به في الجملةِ الخامسةِ "ماذا" وهو اسمُ استفهامٍ مبنيٌّ في محلّ نصبٍ.
والمفعولُ
به في الجملةِ الأخيرةِ "أماراتِ" وهو منصوبٌ وعلامةُ نصبهِ الكسرةِ عوضاً
عنِ الفتحةِ لأنّه جمعُ مؤنثٍ سالم.
- اســــــتنتـاج
يكون
المفعولُ به منصوباً، أو مبنيّاً في محلِّ نصبٍ.
رابعاً: علاماتُ نصبِ المفعولِ به:
1- لنُلاحظِ الجملَ الآتيةَ:
"يُشغلُ
تفكيرَه"، "يذوقونَ الردى"، "رأيتُ صديقي".
- ما نوعُ كلٍّ من الأفعالِ الواردةِ في الجملِ المذكورةِ؟
الفعل
"يُشغلُ" في الجملةِ الأولى: مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعه الضمّةُ الظاهرةُ.
والفعل
"يذوقونَ" في الجملة الثانية: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ وعلامةُ رفعهِ ثبوتُ النونِ
لأنّه من الأفعالِ الخمسةِ.
والفعل
"رأيتُ" في الجملةِ الثالثةِ: فعلٌ ماضٍ مبنيّ على السكونِ العارضِ لاتّصاله
بضمير الرفع التاء.
- دُلَّ على المفعولِ به في كلِّ جملةٍ، واذكر علامةَ إعرابه.
المفعولُ
به في الجملةِ الأولى هو "تفكير"، وهو اسمٌ منصوبٌ وعلامةُ نصبه الفتحةُ
الظاهرةُ.
والمفعولُ
به في الجملةِ الثانيةِ هو "الردى"، وهو اسمٌ منصوبٌ وعلامةُ نصبهِ الفتحةُ
المقدَّرةُ على آخره للتعذّرِ، لأنّه معتلُّ الآخرِ بالألفِ.
والمفعولُ
به في الجملةِ الثالثةِ هو "صديقي"، وقد حُرّك آخره بالكسرةِ عوضاً عن الفتحةِ
لانشغالِ المحلّ بالحركةِ المناسبةِ للياء.
فالياءُ
في آخرِ الاسم "صديقي" هي ياء المتكلّمِ، وهي ضميرٌ متصلٌ مبنيٌّ على السكونِ
في محلّ جرٍّ بالإضافة.
- ما علامةُ نصب المفعولِ به إذاً في جملة "رأيتُ صديقي"؟
علامةُ
نصبه الفتحةُ المقدَّرةُ على ما قبل الياء.
2 - لنتأمّلِ الجملَ الآتيةَ:
"ترى
اثنَينِ"، "أصابَ الظالمينَ"، "رأيتُ ذا سلطةٍ"، "يشهدُ
فيه الناسُ ابتلاءاتِ الأممِ".
- ما نوع المفعولِ به في كلّ جملةٍ، وما علامةُ إعرابه؟
المفعولُ
به في الجملةِ الأولى هو "اثنين"، وهو اسمٌ مثنّى منصوبٌ وعلامةُ نصبهِ الياءُ.
والمفعولُ
به في الجملةِ الثانيةِ هو "الظالمين"، وهو جمعُ مذكرٍ سالمٍ, منصوبٌ وعلامةُ
نصبهِ الياءُ.
والمفعولُ
به في الجملةِ الثالثةِ هو "ذا"، وهو من الأسماءِ الخمسةِ, منصوبٌ وعلامةُ
نصبه الألفُ.
والمفعولُ به في الجملةِ الأخيرةِ هو "ابتلاءات"، وهو اسمُ
جمعٍ مؤنّثٌ منصوبٌ وعلامةُ نصبه الكسرةُ عوضاً عن الفتحةِ.
- اســــــتنتـاج
علاماتُ
نصبِ المفعولِ به هي: الفتحةُ الظاهرةُ أو الفتحةُ المقدَّرة، أو ما ينوبُ عن الفتحةِ
كالياء في المثنّى وجمعِ المذكرِ السالمِ، والألفِ في الأسماءِ الخمسةِ، والكسرةِ في
جمع المؤنّثِ السالمِ.
خامساً: تقدُّمُ المفعولِ به:
لنتأمّلِ الجملتَينِ الآتيتَينِ:
"أجابني
صديقي"، "ماذا قلت".
- هل الفعلانِ "أجابَ" و"قالَ" متعدّيانِ
أم لازمانِ؟
كلٌّ
منهما فعلٌ متعدٍّ ، لأنّه لم يكتفِ بفاعله.
- مَن فاعلُ كلٍّ منهما؟
"صديق"
هو فاعلُ "أجابَ"، و"التاء" الضميرُ هو فاعلُ "قال".
- ما مفعولُ كلٍّ منهما؟
مفعولُ
"أجابَ" هو الضميرُ المتّصل "الياء"، ومفعولُ "قال"
هو اسمُ الاستفهام "ماذا".
- ترى أن المفعولَ به في الجملة الأولى تقدَّم على الفاعل.
وفي
الجملة الثانية قد تقدّم على الفعل والفاعل، فما أصل ذلك وما حكمُه؟
الأصلُ
في المفعولِ به أن يتأخَّرَ عنِ الفعلِ والفاعلِ، ولكن له مواضعُ يجبُ تقديمه فيها
على الفاعلِ، ومنها الموضعُ الذي يكون فيه المفعولُ به ضميراً متصلاً بالفعل ويكون
الفاعلُ اسماً ظاهراً، كما جاءَ في الجملةِ الأولى .
كما
أن له مواضعَ يجب تقديمه فيها على الفعلِ والفاعلِ معاً، منها حين يكونُ المفعولُ به
من الأسماء التي لها حقُّ الصدارة كاسم الاستفهامِ "ماذا" كما جاء في الجملةِ
الثانيةِ.
- اســــــتنتـاج
الأصلُ
في المفعولِ به أن يتأخرَ عن الفعلِ والفاعلِ، ولكن له مواضعُ يجب تقديمُه فيها.
-احـــفـــظ
1-
المفعولُ به اسمٌ يقعُ فعلُ الفاعل عليه وينصبه: أدّيتُ الصلاةَ.
2-
أنواعه:
أ
- يأتي المفعول به اسماً صريحاً ، ويكون:
·
اسماً ظاهراً: "دخلتُ
المسجدَ".
·
ضميراً بارزاً متصلاً:
"سمعته".
·
اسم إشارة: "قابلتُ
ذلك المجاهدَ".
·
اسماً موصولاً: "شكرت
الذي أعانني".
·
اسم استفهام: "ماذا
اشتريت"؟
ب
- ويأتي مصدراً مؤوّلاً: "علمت أنّك ناجحٌ"، أي: "علمتُ نجاحَك".
3- إعرابه:
يكونُ
المفعولُ به منصوبَ المحلّ دائماً، ويُنصَب لفظاً وتكون علامةُ نصبه:
أ
- الفتحةَ الظاهرةَ: "قرأتُ الكتابَ".
ب
- الفتحةَ المقدَّرةَ للتعذّرِ: "شاهدتُ يحيى".
ج
- الفتحةَ المقدّرةَ على ما قبل ياء المتكلم: "صافحت معلمي".
-
ما ينوبُ عن الفتحة وهو:
-
الياء: إذا كان مثنّى: "سمعتُ رجلينِ يتحادثانِ"، أو جمعَ مذكرٍ سالماً:
"أمقتُ الكذّابين".
-
الألفَ الليّنةَ: إذا كان من الأسماء الخمسة: "رأيتُ أباك".
-
الكسرةَ: إذا كانَ جمعَ مؤنّثٍ سالمٍ: "رأى أماراتِ العذابِ".
4-
تقدُّمه:
أ-
الأصلُ في المفعول به أن يتأخر عن الفعل والفاعل، ولكن له مواضع يجوز تقديمه
فيها على الفاعل: "سمع صوتا عباسٌ"، كما يجوز تقدمه على الفعل والفاعل:
"صوتا سمع عباس".
ب
- يجب تقديم المفعول به على الفاعل في مواضع، منها حين يكون المفعول به ضميرا متصلا بالفعل، ويكون الفعل اسما ظاهرا نحو: "أكرمني صديقي".
ج
- يجبُ تقديمُ المفعولِ به على الفعلِ والفاعلِ في مواضعَ، منها حين يكونُ المفعولُ
به من الأسماءِ التي لها حقُّ الصدارةِ، كأسماء الاستفهامِ وأسماءِ الشرطِ: "ماذا
قلت؟".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق